كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس ) لم يتمكنوا من تصفية القضية ولم يتمكنوا من طمس القضية ، القضية الفلسطينية موجودة

haidar

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس )

لم يتمكنوا من تصفية القضية ولم يتمكنوا من طمس القضية ، القضية الفلسطينية موجودة

إعداد: ربا يوسف شاهين

أيها الأحباء نحن متفائلون رَغماً عن كل الآلام والأحزان والجراح و الدماء والدمار و الخراب .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الإخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء

في صبيحة هذا اليوم الجمعة ، أخاطبكم مجدداً من رحاب مدينتنا المقدسة من القدس التي تستهدف بكافة تفاصيلها ، في مقدساتها في أحيائها في إنسانها الفلسطيني المتشبث بانتمائه لهذه البقعة المباركة من العالم .

من القدس أحييكم مجدداً أيها الأحباء ، ومن القدس نلتفت إلى أهلنا في غزة المنكوبة

غزة التي تتعرض للعدوان المستمر والمتواصل غزة التي تدمر على من فيها ، في مشهدٍ مروع

إن دل على شيء ، فهو يدل على بشاعة هذا الاحتلال ، وممارساته وسياساته ومن هم معه من الداعمين و المؤازرين .

نلتفت إلى غزة الأبية قائلين و ه، بأن غزة ليست لوحدها ، فشعبنا كله مع غزة ، والأحرار من أبناء أمتنا العربية كلهم مع غزة ، والأحرار في مشارق الأرض ومغاربها هم أيضاً مع غزة ، معاً و سوياً في كل مكان ، نرفع الصوت عالياً مطالبين بأن تتوقف هذه الحرب ، هذه الحرب الهمجية التدميرية ، هذا العدوان الغير مسبوق الذي يذكرنا بما حدث مع شعبنا الفلسطيني عام 48 وعام 67

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء في وقت من الأوقات قال السياسيون الصهاينة عام 48 وبعدها عندما كانوا يتحدثون عن الفلسطينيين كانوا يقولون :

” بأن الكبار يموتون و الصغار ينسون “

هذه المقولة التي رددها الصهاينة في وقتٍ من الأوقات ، ولكن ظهر بعد حين وبشكل واضح ، أن الكبار يموتون ، طبعاً يموتون كل إنسان في هذا العالم حياته لها بداية ولها نهاية أيضاً ، ولكن الصغار لن ينسون ، وما نَلحظه اليوم ، أن شعبنا الفلسطيني كله كبارً و صغارً رجالاً و نساءً هم متشبثون بحقوقهم و انتمائهم لهذه البقعة المباركة من العالم ، هم لم ينسوا فقط بل ازدادوا تشبثاً بهذه الأرض ومقدساتها و قدسها ، ولذلك فإن هذه المقولة ، هذه المقولة الصهيونية ، ثبت للعالم بأسره بانها مغلوطة وليست حقيقية على الإطلاق ، الفلسطينيون هؤلاء الصغار ، الذين وصفهم القادة الصهاينة في ذلك الوقت “هؤلاء الصغار” ، هم اليوم الذين يدافعون والذين يقفون في الميدان ، والذين يعملون من أجل الدفاع عن الأرض والمقدسات والقضية الفلسطينية المستهدفة و المستباحة .

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

هؤلاء الصغار هم القادة ، هم المناضلون ، هم الشعب الفلسطيني ، كل الشعب الفلسطيني ، وبكافة الأعمار كبارً وصغارً يقفون وفي خندق واحد ، في الدفاع عن قضيتهم الفلسطينية المستهدفة و المستباحة .

لا بل أقول وأضيف ، بأن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية الفلسطينيين لوحدهم ، وإن كانت قضيتهم بالدرجة الأولى ، ولكنها أيضاً قضية العرب ، قضية الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، هذه القضية هي قضية الأمة كلها من المحيط إلى الخليج ، وقد ظهر للعالم وقد ظهر لكل المتابعين ولكل المهتمين ، أن هذه القضية هي ايضاً قضية كافة الأحرار في العالم ، هي قضية الفلسطينيين وقضية الأمة العربية ، ولكنها قضية كافة الأحرار في هذا العالم ، و هم ينتمون لكل الأديان لكل الأعراق لكل الخلفيات الثقافية .

وقد شاهدنا المسيرات ، وقد شاهدنا المظاهرات المطالبة بوقف العدوان ، والتي ترفع الراية الفلسطينية ، والتي تقول العدالة لفلسطين- انتهاء الاحتلال في فلسطين يجب أن يكون ، إلى أخره.

◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

كل هؤلاء أيها الأحباء ، ازدادت رقعتهم في هذا العالم ، الاحتلال سعى دوماً لطمس القضية الفلسطينية ، وتصفية القضية الفلسطينية، ومعه كل أولئك الذين يقفون ويؤازرون سياساته في أمريكا وفي غير أمريكا.

ولكن النتيجة اليوم عكسية ، لم يتمكنوا من تصفية القضية ، ولم يتمكنوا من طمس القضية ، القضية الفلسطينية موجودة ، القضية الفلسطينية هي قضية حية ، والفلسطينيون يزدادون تشبثاً بهذه القضية ، كما أن الأحرار من أبناء أمتنا العربية أيضاً هم يدافعون عن هذه القضية ، وكذلك كافة شعوب العالم .

أضحت هذه القضية ، قضية الإنسانية كلها في كل القارات ، في كل مكان ، ونحن نتمنى أن تتسع رقعة هؤلاء في كل مكان ، أن يزداد عدد أصدقاء فلسطين مؤازري القضية الفلسطينية المتفهمين لعدالة القضية الفلسطينية ، لكي نصل إلى مرحلة ، يكونوا فيها قادرين ، على أن يؤثروا على سياسات بلدانهم.

أيها الأحباء نحن متفائلون رَغماً عن كل الآلام والأحزان والجراح و الدماء والدمار و الخراب نحن متفائلون لأن القضية الفلسطينية ، هي قضية عادلة ، لا بل هي أعدل و أنبل قضيةٍ عرفها التاريخ الإنساني الحديث.

ولن تتمكن أية قوة غاشمة في العالم ، لا إسرائيل ولا أمريكا ولا غيرها ، من تصفية القضية الفلسطينية ، مهما تآمروا علينا ، ومهما خططوا لتصفية قضيتنا .

الفلسطينيون هم موجودون ، وهم باقون و متشبثون بقدسهم و مقدساتهم و قضيتهم ، وغزة الأبية اليوم ، تدمر ويستهدف أبناؤها ، وهذا يندرج في إطار التآمر على القضية الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية ، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك ، لن ينجح الاحتلال ومن هم معه أيضاً من تصفية القضية الفلسطينية.

◾ وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

أحبائي شاهدنا البارحة ما أقدم عليه الجنود الصهاينة في مسجد في جنين ، من استفزازٍ و استهزاءٍ وتصرف عنصري مقيت .

حقيقة هذه هي عينة ، عينة من العنصرية التي نعاني منها كفلسطينيين ، مسيحيين ومسلمين ، في القدس أيضاً هنالك استهداف لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية ، وكلكم شاهدتم كيف أن المستوطنون المتطرفون ، كانوا يبسقون و يشتمون على المسيحيين ، وعلى رموزهم الدينية ، تستفزهم هذه الرموز ، و يستفزهم هذا الحضور الفلسطيني الحي هذا الحضور الفلسطيني الحي الإسلامي والمسيحي في القدس .

نحن نقول: بأن كل استفزازاتهم و إساءاتهم ، و تطاولهم على المقدسات ، سواءً الأقصى أو المقدسات الأوقاف الإسلامية أو المسيحية ، كل هذه الاستفزازات لن تزيدنا إلا تشبثاً بالقدس ، و دفاعاً عن القدس ، و انتماءً للقدس ، التي هي ليست فقط عاصمة فلسطين ، بل هي قبلة الأحرار وحاضنة المقدسات ، المدينة المقدسة التي نسكن فيها بأجسادنا ، ولكنها ساكنةٌ في قلوبنا ، كما هي ساكنة في قلب كل إنسانٍ عربي ، وكل إنسانٍ مسلم أو مسيحي أو حر، في هذا العالم .

أيها الأحباء ، فلنرفع الصوت عالياً مجدداً مطالبين معاً وسوياً بأن تتوقف الحرب بأن يتوقف العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار

Next Post

النفاق الدولي بين احتضان أوكرانيا وتجريم المقاومة الفلسطينية بقلم: طلال أبوغزاله

النفاق الدولي بين احتضان أوكرانيا وتجريم المقاومة الفلسطينية بقلم: طلال أبوغزاله على مدى عقود، واصل الشعب الفلسطيني نضالا طويلا ومؤلما لتحرير أرضه وتقرير مصيره عليها، وعلى الرغم من محنته وتخاذل المجتمع الدولي، فهو ما يزال صامدا في تصميمه على ضمان تحقيق أهدافه الوطنية والحفاظ على حقوقه وأمنه. إن النفاق الدولي […]
النفاق الدولي بين احتضان أوكرانيا وتجريم المقاومة الفلسطينية بقلم: طلال أبوغزاله

قد يعجبك