في خطوة تعكس التكاتف بين الاتحاد والأندية، عقد الاتحاد اللبناني للفنون القتالية المختلطة (MMA) اجتماعًا موسّعًا بحضور نحو 50 مدرّبًا من مختلف المناطق اللبنانية، وذلك في صالة 1188 – جبيل.
افتتح رئيس الاتحاد أحمد حازر الجلسة بكلمة ترحيبية أكد فيها أهمية التعاون بين الاتحاد والأندية للنهوض برياضة االفنون القتالية المختلطة في لبنان، مشددًا على أن النجاح لا يتحقق إلا من خلال تكاتف الجميع. واعتبر أن الأندية والاتحاد يشكّلون عائلة واحدة هدفها تطوير اللعبة ورفع اسم لبنان في المحافل الدولية، مع التزام الاتحاد بدعم الأندية واللاعبين وتوفير البيئة المناسبة لنمو هذه الرياضة وتطورها.
استراتيجية الاتحاد
عقب ذلك، قدّم الأمين العام للاتحاد ونائب رئيس الاتحاد الدولي وسام أبي نادر، عرضًا شاملاً بمشاركة أعضاء الهيئة الإدارية، تناول فيه أهم النقاط المرتبطة برياضة الـMMA، إضافةً إلى البرنامج السنوي وخطة العمل للعام الجاري. من جانبه، قدّم نائب الرئيس لؤي القبلاوي توضيحًا لبعض المفاهيم الخاطئة حول رياضة الـMMA، مشيرًا إلى أنها ليست رياضة خطرة كما يُشاع، بل تحكمها قوانين صارمة تضمن سلامة اللاعبين. كما استعرض المسار التدريجي للاعبين، من الفئات العمرية الصغيرة إلى المستويات الاحترافية. بعد ذلك، تناول الأمين العام أهمية رياضة الهواة، مؤكدًا ضرورة استقطاب اللاعبين الشباب ورسم مسار احترافي لهم، مع التركيز على سلامتهم عبر التصاريح الطبية قبل وبعد المباريات. كما قدّم نظام الأحزمة (Grading System)، موضحًا كيفية تطبيقه، مشيرًا إلى توفر تطبيق إلكتروني يُمكّن اللاعبين من متابعة ترقياتهم وتلقّي التعاميم الرسمية الصادرة عن الاتحاد. وفي إطار سعيه لضمان نزاهة المنافسات وسلامة الرياضيين، أعلن الاتحاد عن اتباع قوانين منظمة مكافحة المنشطات الدولية “WADA” وإجراء فحوصات للكشف عن المنشطات في بعض البطولات، لضمان بيئة رياضية عادلة واحترافية. كما كشف رئيس الاتحاد عن إطلاق “Loyalty Card”، التي تمنح المدربين واللاعبين مزايا عدة، بما في ذلك خصومات على الدورات التحكيمية والتدريبية، بالإضافة إلى عروض خاصة من المؤسسات الرياضية والتجارية. من جهته، شدّد الأمين العام على أهمية تعزيز دور المرأة في الرياضات القتالية، مؤكدًا التزام الاتحاد اللبناني بتوصيات SportAccord، مما ساهم في زيادة مشاركة السيدات في هذه الرياضة عالميًا. كما أشار إلى الإنجاز التاريخي الذي حققته لبنان في الاتحاد الآسيوي، حيث تم تعيين نائبة الرئيس فاليريا جالقيان، رئيسةً للجنة المرأة في الاتحاد الآسيوي للفنون القتالية المختلطة، ما يعكس الدور الريادي للبنان في دعم المرأة في الرياضات القتالية. كما تضمّن الاجتماع عرضًا مرئيًا يوثّق الإنجازات التي حققها المنتخب اللبناني في بطولة آسيا في البحرين.
بطولات مرتقبة ومفاجأة
ثم تم الإعلان عن المشاركة في مهرجان بيروت الرياضي ، الذي سيقام بين 30 نيسان و4 أيار المقبلين بالتعاون مع منظمة “برايف” العالمية، حيث يُتوقّع أن يكون هذا الحدث محطة بارزة تجمع نخبة من المقاتلين المحترفين والهواة في أجواء تنافسية مميزة. أما المفاجأة الكبرى، فكانت الإعلان عن استضافة لبنان لبطولة آسيا للفنون القتالية المختلطة، والتي ستقام في مدينة جونيه خلال شهر أيلول المقبل، بمشاركة نخبة من المقاتلين من مختلف الدول الآسيوية، مما يعد إنجازًا تاريخيًا للبنان في استضافة بطولات الفنون القتالية المختلطة على هذا المستوى.
دعم إضافي
وفي سياق متصل، ألقى مدير منظمة “آي سي أس” رياض الرطل كلمةً عبّر فيها عن دعمه الكامل للاتحاد اللبناني للفنون القتالية المختلطة، مشيدًا بجهود اللجنة الإدارية في تطوير الرياضة ورفع مستواها في لبنان. كما أكّد الالتزام بمساندة الاتحاد في تحقيق رؤيته المستقبلية، مشددًا على أهمية التكاتف بين جميع الأطراف للنهوض برياضة الفنون القتالية المختلطة على الصعيدين المحلي والدولي. كما شهد الاجتماع مداخلات لعدد من المدربين، الذين عبّروا عن تقديرهم لجهود الاتحاد، مؤكدين دعمهم الكامل للهيئة الإدارية الجديدة، وسط أجواء من التفاؤل والإيجابية. وقد عكس اللقاء الثقة المتجددة بين الأندية والاتحاد، والتزام الجميع بالعمل يدًا بيد من أجل تطوير هذه الرياضة في لبنان.
الوحدة فوق الخلافات
وفي ختام اللقاء، ألقى رئيس الاتحاد أحمد حازر، كلمة صريحة وواضحة، أكد فيها أنه على دراية كاملة بالتحديات والانقسامات التي شهدها الاتحاد في السنوات الأخيرة، لكنه عازم على إنهاء هذه الخلافات وفتح صفحة جديدة مبنية على التعاون والشراكة الحقيقية. وقال”الاتحاد اللبناني للفنون القتالية المختلطة هو لجميع الأندية والمدربين والرياضيين، ولن يكون منحازًا لأي طرف على حساب الآخر. يدي ممدودة للجميع، وأدعو الجميع الى لوقوف معًا لإعادة هذه الرياضة إلى مكانتها، والارتقاء بها إلى المستوى الذي تستحقه. نجاحنا لن يكون إلا بوحدتنا، وبإيماننا المشترك بأن رياضة الفنون القتالية المختلطة في لبنان تستحق الأفضل.”