السباحة اللبنانيّة نحو الانهيار!

haidar

من سخرية القدر أنّ الشجرة المثمرة تراشَق دائمًا بالحجارة…

لطالما استغلّ بعض القيّمين على الرياضة والمصطادين في الماء العكر الاستحقاقات المفصلية لرسم المؤامرات والتخطيط لقلب المعادلات ضاربين عرض الحائط نجاح وإنجازات بعض الاتحادات وغير آبهين بما سينعكس ذلك سلبًا على الأندية والرياضيين على حدّ سواء.

وانطلاقًا من الخطة التي أُقرَّت جماعيًّا عام 2013، والتي أحدثت نقلةً نوعيةً في عمل الاتحاد اللبناني للسباحة، تمّ تطوير الهيكل التنظيمي وتعزيز الشفافيّة والمصداقية في التعامل مع الأندية، من خلال تفعيل كافّة اللجان التي عملت بجهد واحترافية خلال تلك المدة، ممّا انعكس إيجابًا وتطويرًا على اللعبة على جميع المستويات، سواء في تطوير التحكيم، واعتماد الآليات لتشكيل المنتخبات، ووضع الروزنامات لتنظيم البطولات واللقاءات، أو ضبط المنشطات ووضع المعايير الدقيقة لاختيار السبّاحين والسبّاحات وغيرها.

هذا العمل التطويري الشفّاف وضَع اللعبة على السكّة الصحيحة للتقدّم، وتشهد على ذلك الإنجازات المشرّفة طوال هذه السنوات التي تعكس ما وصلت اليه السباحة حتى يومنا هذا.

إنّ هذا التقدّم لم يكن إلا نتيجةً لجهود جماعيّة اشتركت فيها جميع الأندية دون استثناء، نظرًا لصغر حجم عائلة السباحة اللبنانية، مما جعل من التعاون بين أنديتها ضرورةً حتمية لتحقيق التطوّر المنشود.

وكان أعضاء الجمعية العمومية يتابعون عن كثب عمل الهيئات الإدارية المتعاقبة للاتحاد اللبناني، التي كانت تعمل بشفافية عالية على الصعد الفنية والإدارية والمالية.

ومنذ تأسيس هذه اللعبة، والقيّمون عليها أبعدوها عن التجاذبات السياسية، وهم ملتزمون قانونيًّا وإداريًّا بتوجيهات الاتحاد الدولي للعبة، لا سيما بنود “World Aquatics Code of Ethic”.

ومن خلال هذه السرديّة الموجزة أود أن أوضح الآتي: إنّ خوض الحروب وخاصَّةً في الرياضة لها أدبيّاتها وأهدافها ويجب أن تمارَس استراتيجيًّا بهدف البناء أو تصحيح مسارات غير مستقيمة، ومن غير المقبول خوض أي حرب من دون هدف والارتهان لمآربنا الشخصية ومصالحنا الضيّقة غير آبهين بما سيحلّ باللعبة والأندية والرياضيّين… ومن بعدنا الطوفان.

الذي يجري ويحاك للعبة السباحة خطير ومدمِّر لذلك أنبِّه برسالة مفتوحة لجهتَيْن:

– للقيّمين على الرياضة اللبنانية؛ لا تشاركوا في تدمير اتحاد فقط لحسابات انتخابية في اللجنة الأولمبية فتدمّرون لعبة بكامل أركانها. مِن واجبكم أن تسعوا بكل طاقاتكم لحلّ تلك المشكلة مع الجهات الدوليّة وتكونوا سعاةً للخير بدل زيادة الطين بلّة. نحن أهل البيت ونعلم جميع التبعات وأدرى منكم بتفاصيلها.

– للمصطادين في الماء العكر والطفيليّين؛ إنّ مغامرتكم من غير أهداف ولا أفق لها ستدمِّر ما أنجز خلال 13 عامًا.

من واجبِكم كما من الأدب والاحترام إذا كانت لديكم ملاحظات على الأداء، من الطبيعي ان تناقَشَ ضمن البيت الواحد.

ومن المُعيب على الرياضيين والعاملين بالشأن العام أن يستقووا بالخارج فقط لحلّ مشاكل بسيطة في الداخل.

هل فكرتم بما سيحل بهذه اللعبة إذا حققتم مآربكم الشخصيّة؟

هل هكذا تكافِئون من أخلصَ تطوّعيًّا خلال 13 سنة وعَمِلَ على بناء لعبة ووضعها على الخريطة الإقليمية والدولية؟ أنتم تعرفون جيّدًا أن هذا الجهد كان ثمرة عمل جماعي تطوّعي للجان الادارية المتعاقبة مجتمعةًَ.

وكنتم أنتم من صنّاع القرار ومن المعيب أن تنصبوا الأفخاخ لشركائكم في اللجنة الإدارية وخاصةً مع جماعة الخارج.

ختامًا، أناشد جميع المعنيين بكل محبة وروح رياضية أن يكُفّوا عن العبث واللعب بالنّار لأنكم بممارساتكم هذه تقودون اللعبة إلى الهاوية والانهيار.

وللتاريخ ولبراءة الذمّة اللّهم إنّي بلغت اللّهم فاشهد.

نسيب صعب

نادي الجزيرة الرياضي

Next Post

"داغستان" بطل "كأس اتحاد الإمارات" للمصارعة

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 23 فبراير 2025: تّوج فريق أكاديمية “داغستان توب تيم” بلقب النسخة الثانية من كأس اتحاد الإمارات للمصارعة، التي نظمها اتحاد اللعبة لمدة يومين في “مبادلة أرينا” في أبوظبي، بعدما تفوق فريق الأكاديمية التي يقع مقرها في دبي على صعيد الترتيب العام بإجمالي 6 ميداليات ذهبية، وحلّ […]
“داغستان” بطل “كأس اتحاد الإمارات” للمصارعة

قد يعجبك