جئتُ اليوم الى هنا، لا لأكونَ رئيسَ إتحادٍ رياضيّ يُحسبُ على هذا الطرفِ أو ذاك، بل لأقولَ كلمةَ حقّ أمامكم وأمام الرأي العام الرياضي بأسره، وأنا الملتزمَ والمؤمنَ بما قاله سيّدنا يسوعُ المسيح: “ليكُن كلامُكم نعم نعم ولا لا“.
إنّ اللجنة الأولمبية اللبنانية التي لي شرفُ أن أكونَ نائباً لرئيسِها، تمرُّ اليوم في أسوأ أيامِها منذ تأسيسِها في العام 1947، وهذه الأزمةُ التي تعيشُها حالياً ستنسفُ كلَّ مقوّماتِ اللجنة الأولمبية وركائزها، وستشوّهُ رسالتَها الرياضية النبيلة بأن تكونَ دائماً في خدمةِ الاتحاداتِ والأبطالِ والبطلات في مختلفِ الألعابِ الجماعية والفردية، كما ستشوّهُ صورتَها وسمعتَها داخلياً وخارجياً، وها نحنُ نسمعُ في الأيام الأخيرة الأصداءَ السلبية التي تردُنا من اللجنة الأولمبية الدولية، وتحذيراتِها وتهديداتِها بإيقافِ عمل اللجنة الأولمبية اللبنانية وكافةِ المهامِ المنوطةِ بها، في حال لم يُبادرْ جميعُ المتخاصمين من دون إستثناء، من هذه الجهة أو تلك، الى الإلتقاءِ حول طاولةٍ واحدة وتقديم المصلحةِ الرياضية العامة على ما عداها من مصالحَ شخصية وفردية، فيتنازلُ كلُّ طرفٍ قليلاً عن عنادِه، ويتراجعُ عن مطالبه المتشدّدة التي تصبُّ الزيتَ على النار وتزيدُ الأمورَ خطورة وتأزّماً وتعقيداً، وإلا سنندمُ جميعاً ساعةَ لا ينفعُ الندم، ونكونُ للأسف عرضةً للعنةِ من قبل الجيلِ الرياضيّ الذي عَقدَ علينا آمالَه وبنى طموحاتِه وأحلامَه بالمشاركة في الإستحقاقات الرياضية الدولية البارزة وتمثيلَ وطنِه خيرَ تمثيل، وعلى رأسِ هذه الإستحقاقات أولمبياد باريس الصيفي 2024، حيثُ هناك تخوّفٌ كبير من أن يخسرَ لاعبونا فرصةَ التحضيراتِ الجدّية للمشاركة في هذا الحدث الرياضيّ المهمّ في حال إستمرّينا بالتلهّي بخلافاتِنا العبثية التي لن تؤدّي في حال إستمرارها إلا الى سقوطِ الهيكلِ على رؤوسِ الجميع، ولا يظنُّ أحدٌ أنه سيخرجُ رابحاً من هذه الأزمة، بل سنخسرُ جميعاً، فيما ستكونُ الرياضة اللبنانية الخاسرَ الأكبر، وستدخلُ النفقَ المجهول.
أدعو جميعَ زملائي في اللجنةِ الأولمبية اليوم بصدقٍ وبمحبّة الى نبذِ الخلافات وتنقيةِ القلوب وتصفيةِ النوايا وشبكِ السواعد من جديد، لكي نكونَ قدوةً ونموذجاً للجيل الرياضيّ الحاليّ والمقبل، ونقومُ سوياً بورشةِ عملٍ كبيرة وبأسرع وقت للنهوضِ برياضتنا المُنهكة، وإعادةِ الأمل الى شبابنا وشابّاتنا، فالتحدّياتُ جسيمة، والظروفُ المحيطة بنا صعبة، فلا حلَّ أمامَنا سوى بالتلاقي، ووضع خلافاتِنا خلفنا، وطيّ هذه الصفحة السوداء، وتوحيدِ الجهود لإنقاذِ ما يمكنُ إنقاذَه قبل فوات الأوان، فهذه رسالتُنا، وهذه مهمّتُنا، والرياضة والرياضيون أمانةٌ في أعناقنا، فدعونا لا نخيّبُ آمالَهم، ونقفُ الى جانبهم من أجلِ مستقبلٍ رياضي زاهر ومُشرق، ومن أجل إنجازاتٍ رياضية طالَ إنتظارُها، ونحن الوحيدين القادرين على المساهمةِ بتحقيقها من موقع مسؤوليتنا، فرجاءً لا تخذلوا أبطالَنا الذين هم بأمسّ الحاجة إلينا اليوم …