تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الفلسطينية الفريق جبريل الرجوب، ممثلاً بنائبه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فرع الشتات في لبنان الحاج زياد البقاعي، اختتمت اللجنة الأولمبية الفلسطينية في الشتات فعاليات الذكرى 75 لنكبة فلسطين، وذلك بمهرجان رياضي أقيم على ملعب “الشهيد أبو جهاد الوزير” في مخيم عين الحلوة، بحضور قيادات فلسطينية من حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفاعليات رياضية وكشفية وأولمبية وإعلامية وحشد من الجمهور.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، وعرض كشفي من فرقة كشاف حركة فتح، وعرض فولكلوري لفرقة الكوفية، وتقديم لعريف الاحتفال مسؤول إعلام حركة فتح في صيدا يوسف زريعي، ألقى أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا اللواء ماهر شبايطة كلمة أكد فيها “أن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري هو أمر طبيعي وليس استثنائي، وتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني أمر بديهي، ورغم ما يُرتكب من جرائم ومجازر وحشية، والقتل اليومي والاعتقالات ومصادرة الأراضي واقامة المستوطنات، لكن هذا الاحتلال إلى زوال”.
وقال: “رغم ما يمتلك الاحتلال من الامكانيات المادية واللوجستية والنوويه والعسكرية، من خلال الدعم الغير محدود من أمريكا وبريطانيا بشكل خاص، والدول الاستعمارية، التي أقامت كياناً لليهود ليدفعهم إلى التخلص من وجودهم في الدول الأوروبية، بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، والاستفادة من انشاء هذا الكيان في فلسطين، ليشكل قاعدة وظيفية لهذه الدول، لكن صمود الشعب الفلسطيني داخل مناطق الاحتلال الأولي عام 48، شکل شوکة داخل الكيان، رغم عشرات المجازر الوحشية لمصادرة أرضنا في 48، وشكل عملية فارقة في تاريخ نضال شعبنا، بالصمود والمقاومة، رغم 75 عاماً على النكبة، فالصراع لن يتوقف حتى زوال دوله “اسرائیل”، بعدما أصبح صمودنا هو عنوان المقاومة وعنوان الهجرة اليهودية من فلسطين التي تتصاعد بهروب اليهود إلى حيث أتوا”.
وأضاف: “للشعوب وطن يعيشون فيه، لكن نحن لنا وطن يعيش فينا، ورغم هموم الأمة وغرقها ومشكلاتها الداخلية، وتعنت الاحتلال ستبقى أرض فلسطين مغروسة فينا، كشجر التين والزيتون، فهي مهد الحضارات ومنطلق الرسالات، وإليها أسرى برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها عرج إلى السماوات العلى، وفيها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد التي تشد إليها الرحال”.
وأكد “أننا اليوم بحاجة إلى انهاء الانقسام من أجل التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، بما فيها حق العودة، والشروع في حوار وطني شامل للوصول إلى برنامج وطني موحد تحت مظلة منظمة التحرير، والعمل على تعزيز صمود شعبنا وحمايته وتمتين الجبهة الداخلية، والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتوحيد الخطاب السياسي باتجاه المجتمع الدولي، لتفعيل قرارات الشرعية الدولية ضد الاحتلال”.
وقال: “إن الخطر المحدق بنا، وبهويتنا الوطنية وبأرضنا الفلسطينية، ليس مجرد تهويل أو شعار سياسي، بل هو حقيقة يجب أن يستحضرها كل فلسطيني، لأن الهوية الوطنية والقضية الفلسطينيه مهددة بكاملها، وتحديات البقاء قائمة لإعاده ترتيب الأولويات في العمل السياسي، وانقاذ الهوية والأرض الفلسطينية من الضياع”.
وختم بالقول: “إننا نعلن لهذا العدو أننا أصحاب الحق، وأَن عَزَّة كيافا وحيفا، وتل أبيب كصفد ومثل جنين المقاومة والخليل والقدس مثل سخنين وقرى المثلث، وسنبقى مزروعون بأرضنا متمسكون بها متجذرون كجذور شجر النخيل والتين والزيتون في هذه الأرض، التي بارك الله فيها وما حولها، وتغليب فلسطين على المصالح الحزبية، لأن فلسطين أكبر منا جميعاً، الحرية للأسرى والشفاء للجرحى، والمجد للشهداء وعلى رأسهم الرئيس الشهيد أبو عمار، وإنها لثورة حتى النصر”.
ثم تحدث ممثل الفريق جبريل الرجوب الحاج زياد البقاعي مشدداً على “أنه في ذكرى نكبة فلسطين الـ75، والتي نعيش أيامها وذكراها الأليمة ليضل التاريخ شاهداً على جراح كبيرة، ما زالت آثارها مستمرة على شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من بطش وهمجية الاحتلال حتى يومنا هذا”.
وقال: “منذ العام 1948 وتحت شعار “شعب حر وذاكرة متوهجة وارادة لا تنكسر”، يقيم أبناء شعبنا الفلسطيني ومؤسساته الوطنية كافة في كل دول العالم، وحيث وطأت أقدام اللاجئين، المهرجانات الوطنية، تعبيراً وتأكيداً على أن حق العودة إلى فلسطين هو حق أصيل، لا يمحى مع مرور الزمن، ولا مع موت كبارنا، الشاهد الأول على نكبة فلسطين، لأن صغارنا أكثر تمسكاً وأكثر حباً للأرض، التي سلبت من آبائهم وأمهاتهم، وما نشهده من نضال وتضحية وصبر ومقاومة في جنين ونابلس والخليل ورام الله والقدس وغزة وفي كل فلسطين، من مقاومة ونضال وصبر وتحدي، دليل واضح أنه بعد 75 عاماً ما زال شعبنا متمسكاً بحقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين من أجل أن يمحو هذه النكبة”.
وأضاف: “إننا نوجه تحية اجلالٍ واكبار لكل شهداء فلسطين، الذين ارتقوا منذ احتلال فلسطين إلى يومنا هذا، والمرابطين في القدس، وإننا في الملفات الرياضية وبتوجيه من سيادة الفريق جبريل الرجوب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، وفي كل الاتحادات الرياضية والكشفية، نعمل لنكون شركاء مع الجميع في مساندة الجهد الكبير للقيادة السياسية في كافة المحافل الدولية ومواجهة العدو واتباعه”.
وختم بالقول: “معاً نبني جيل العودة، معاً نحو التحرير والعودة، واليوم ألقى رئيسنا الأخ محمود عباس “أبو مازن” كلمة فلسطين في الأمم المتحدة، ليؤكد على حق شعبنا بالعودة، فتحية لشهداء فلسطين وأسراها وجرحاها ومعتقليها، تحية للأرض الفلسطينية وشعبها، نعم العودة حق كالشمس”.
ثم جرى تكريم قدامى الرياضيين وتسليم الدروع إلى كل من: الشهيد أبو أحمد زيداني إلى نجله أحمد، عصام حداد تسلمه عنه أحمد حداد، الحاج أبو عماد طحيبش، أحمد الخطيب، رائد موعد، عدنان ورد، خالد عثمان تسلمه عنه سليم حمدان وأمهز الخطيب، وسلمت اللجنة الأولمبية دروعاً إلى رئيس اتحاد كرة القدم الحاج زياد بقاعي وإلى رئيس الإتحاد الفلسطيني للرياضة التقليدية الشعبية زيدان زيداني.
كما أقيمت مباراة ودية بين نجوم الرياضة الفلسطينية.